مساحة إعلانية

مقال (غربنة القيم ) / بقلم سامي اورنس الشعلان –


مقال (غربنة القيم ) / بقلم سامي اورنس الشعلان –



خالد العليمي :

الإسلام اقر مبدأ المساواة بين الناس في القيم الإنسانية المشتركة، فالناس متساوون في طبيعتهم البشرية، وإنّما التفاضل بين الناس يقوم على أمور أخرى خارجة عن طبيعتهم وعناصرهم وسلالاتهم وخلقهم الأول، وقد حرصت التربية الإسلامية على تقرير هذه المساواة في أكمل صورها، وجعلتها من العقائد الأساس التي يجب أن يدين بها كل مسلم، واتخذتها أساساً لجميع ما سنته للمجتمعات من تشريع وما منحته للإنسان من حقوق، وفي هذا يقول الله جل جلاله: {يا أيها الناسُ إِنا خلقناكُم من ذكرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعوباً وقبائل لِتعارفُوا إنَّ أكْرَمكُم عند اللهِ أتقاكُم، إِن الله عليم خبير}
وإذا كان الله تعالى قد جعلكم شعوباً وقبائل فإنه لم يجعلكم كذلك لتفضيل شعب على شعب ولا قبيلة على قبيلة، وإنما قسّمكم هذا التقسيم ليكون ذلك وسيلة للتعاون والتميز، كشأن الأفراد يحمل كل منهم اسماً ليعرف به ويتميز عن سواه، والفاضل بينكم في نظر الله إنما يجري على أساس أعمالكم ومحافظتكم على حدود دينكم، فأكرمكم عند الله اتقاكم.

إخواني وأخواتي بعد هذه المقدمة أردت ان أشارككم بعض ما يدور في خلدي ، كثر الحديث عن انتهاك المملكة العربية السعودية لحقوق الإنسان وآخرها الحملة ضدنا بعد قضية هروب رهف القنون واستغلال بعض الحاقدين والناقمين علينا من الدول الغربية ومنها العربية الموجهة من الغرب هذه القضية للإساءة لوطننا الغالي ولا نستبعد ضلوع أشخاص أو هيئات في هذه القضية ولكن هذا ليس بحديثنا هنا.

تدمير الموروث الإسلامي الذي ارتوت عروقنا منه وترعرعنا عليه هو شاغل الغرب الأوحد، إن الأسرة المسلمة تمثل لبنة أساسية في المجتمع الإسلامي، وتمثل حصن هذا المجتمع وقلعته، ومنذ أن اكتشف الغربُ رغم حضارته أنه لا يمكن أن يخترق الأمة الإسلامية أو يدمرها بالوسائل العسكرية عقب محاولاته ومخططاته العسكرية سعى إلى تغيير وسائله فتحول من المواجهة العسكرية إلى الفكرية والسلوكية، وهو ما يُعبر عنه عادة في الأدبيات الإسلامية بـ”الغزو الفكري”.

إن ما يحدث اليوم هو التلاعب بقواعد المجتمع الإسلامي وطرح قواعد جديدة مستلهمة من الرؤية الغربية إلى حد محاولة فرض أيديولوجية نسوية جديدة لها وتكون هذه الأيديولوجية عابرة للقارات، بحيث تكون المساواة بين الذكر والأنثى محورها.. إنها حرب حقيقية تحتاج إلى وعي وجهاد لمدافعتها ورد خطرها عن مجتمعنا الإسلامي.

إن الرقابة الأسرية واحدة من أهم سبل الرقابة لمنع انحراف الأبناء، أما انشغال الأب بأعماله وتجارته والأم بوظيفتها وبأمور شخصية فإن ذلك يخرج أبناء منحرفين عن القيم الإسلامية والعقيدة السمحة والتربية الصالحة، وعندما يقع الفأس في الرأس يلتفت الآباء إلى إهمالهم وتقصيرهم فيضربون كفاً بكف ولكن بعد فوات الأوان لأنهم كانوا سبباً في انحراف أبنائهم بسبب منحهم حرية مفرطة من دون حدود أو رقابة.

أما خروج البعض عن المألوف من أمثال رهف وغيرها لا يشكل مشكلة لنا ولا يسبب حرج لأمتنا ووطننا لأن سقوط التفاحة التالفة والفاسدة أو عشر من صندوق مليئ خير لنا وحفاظ على الباقي من التلف والفساد. إن البناء المعياري الذي نبعت منه أخلاقيات المجتمع السعودي هو القرآن والسنة النبوية فمجتمعنا راسخ وقوي بهما.

إن الغزو الفكري الغربي الحديث الذي يستهدف تكسير شوكة المسلمين، وتشويه هويتهم، وعزْلهم عن ماضيهم وميراثهم الحضاري، وتغريبهم عن عقيدتهم ولغتهم، لم يترك وسيلة إلا استخدمها لتحقيق مآربه.

على المجتمع الوقوف ضد هذه الأفكار الغربية الهدامة ومقاطعتها وتبني القيم الإسلامية التي هي أساس البناء.

سامي بن أورنس الشعلان –
‏: ‪@ ‬
‏
‏Email: sshalan@alerada.net


1 التعليقات

    1. سامي الـرويلـي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      تسلم يمناك يالشيخ سامي للشعلان ويسلمك الله من كل شر و٠حفظ الله اخواننا المسلمين واما أعداء امتنا الاسلامية نحن الي نتصدا لهم حنا ابناء العشائر والقبايل الجزيرة العربية والمملكة

      الرد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *