مساحة إعلانية

الشيخ اورنس الشعلان باني السد وهازم إسرائيل


الشيخ اورنس الشعلان باني السد وهازم إسرائيل


خالد ذياب العليمي : طريف 

لعب الشيخ أورنس دوراً هاماً في فترة الحرب بين العرب وإسرائيل وشكل من قبيلته جيشاً استطاع من خلاله هزيمة الإسرائيليين في أكثر من موقع وفي أكثر من معركة حيث أذاق رحمه الله الويلات للعدو الإسرائيلي ومنها المقولة الخالدة : ( قبيلة رويل موريتهم الويل ) .
أورنس والجيش العراقي :
حاول الجيش العراقي الدخول إلى ( الفيضة ) عندها أنشأ الشيخ أورنس ساتراً ترابيا بين الفيضة والعراق ، وتجهز أورنس وبعض جماعته لملاقاة الجيش العراقي العرمرم الذي كان يعد بالآلاف . وكانت مجموعة الشيخ أورنس لا تتعدى الثمانين مسلحاً ولم يستطع الجيش العراقي الوصول إلى ( الفيضة ) بسبب الحاجز الترابي ، في هذه الأثناء جاء خطاب من ملك الأردن يطلب فيه حضور الشيخ أورنس حالاً فتوجه هو ومرافقوه في سيارة تعطلت بهم في الطريق ، وأثناء إصلاحها وصلت سيارات الجيش العراقي وتم تفتيش سيارة الشيخ أورنس ولم يتعرف العراقيون عليه فنجا منهم بأعجوبه .
كرمه :
كان الشيخ أورنس كريماً ومن أكثر الناس شهامة ، فهو يصبح غنياً ويمسي فقيراً ، وذلك بسبب كرمه . ومن مآثره في الكرم أنه في أحد الأيام وفي سوريا تحديداً . عندما توفي الشيخ فواز الشعلان لم يجد ما يسد به جوعه وكان من المعروف أن للشيخ أورنس خمسة وعشرين مرافقاً من العبيد وغيرهم وكان ملزما بإطعامهم فذهب برفقة بعضهم إلى أحد أصدقائه ليأخذ منه 1000 ليرة سورية وأمر أحد عبيده بشراء مؤونة لهم . فملأ ( عارف الهزيم ) حوض السيارة بالنعم ونحن في الطريق صادفنا الشيخ راكان المرشد وكان صديقاً حميماً للشيخ أورنس فأصر راكان على أورنس بالعشاء . فقبل أورنس مجبراً على العشاء ، وبعد العشاء أسر أورنس إلى أحد عبيده بأن ينزل ما اشتراه في منزل راكان من الخلف وأن لا يبقي شيئاً في السيارة .
بناء السد :
من الأمور الجليلة التي تذكر عندما يذكر اسم الشيخ أورنس الشعلان هو السد الذي بناه سنة 1970 م في الصحراء الصحراء للبدو والأعراب ليشربوا منه ، ويقع هذا السد على بُعد اربعة عشر كيلو متر غرب ( الفيضة ) في جنوب الأردن ، ويعتبر هذا السد الوحيد الموجود في الصحراء ، وهو دائماً ممتلئ بالماء طوال العام .
زوجات أورنس :
تزوج الشيخ أورنس الشعلان أربع عشرة امرأة وكانت أولى زوجاته من فخذ الكواكبة من قبيلة الرولة وذلك سنة 1936 م وأنجبت له فيصل وتوفي صغيراً ثم تزوج من العريعر من بني خالد ، ثم تزوج من ال مهيد من الفدعان من عنزة والتي أنجبت له ممدوح الأول الذي توفي في حادث سيارة في لبنان ، ثم تزوج من المعجل ، وبعدها تزوج من الشعلان ابنة فواز الشعلان ، ثم تزوج من الكواكبة مرة أخرى ثم من المهيد ثم من آل مرشد شيوخ السبعة من عنزة ، ثم تزوج من بني خالد وأنجب ابنه الأكبر عبد الله وممدوح الثاني وسامي ، وبعدها تزوج من الكواكبة من الرولة وأنجب منها ابنه حمود .
وفاة الشيخ أورنس الشعلان :
اختلفت الروايات حول وفاة الشيخ أورنس الشعلان ، وأخذت الإشاعات الجزء الأكبر منها لما لهذه الشخصية البارزة من شهرة واسعة في الجزيرة العربية ، ومن الإشاعات أنه لا أحد يعلم كيفية وفاته . أو ما هي أسبابها ، ومن هنا اختلفت الروايات وظهرت الإشاعات واستمرت حتى وقتنا الحاضر .
وحسب رواية أحد المقربين له : فقد كان الشيخ أورنس قبل وفاته بأيام في الطائف مع صهره صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت . خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ملك المملكة العربية السعودية الآن .
وقد أهداه الملك عبد الله بن عبد العزيز سيارة ( بويك ) موديل 1976 أثناء تلك الزيارة ، وبعدها توجه إلى ( شعيب الولج ) في العراق حيث كان مخيمه الذي يتكون من بيت مسوبع وعشر خيام وقطيع من الغنم يفوق 12000 رأس ، وبحدود 200 من الإبل الوضح وإصطبل من الخيل الأصايل . وفي تلك الفترة دب الخلاف بين الشيخ أورنس والمملكة الأردنية مما حداه إلى الرحيل إلى العراق .
يقول عبدالله بن أورنس الشعلان :
أنه ليلة العيد 29رمضان كان لدينا عشاء ، وهذه عادة والدي رحمه الله إذ كان يوزع على الفقراء والمحتاجين والأيتام الصدقات إلى أن نفد ما معه من النقود ، وفي نصف الليل وحوالي الساعة الواحدة أحس بألم في رأسه ، وكان يأتيه الألم باستمرار ، وقد نُصح بأن يذهب إلى الطبيب ولكنه لم يفعل ، بعدها ذهب إلى خيمته وسقط بها مغمى عليه فأسعفناه بالسيارة ( المرسيدس ) يرافقها ( صالون ) إلى مدينة ( الرطبا ) في العراق تبعد قرابة 70 كلم ، وكان معنا مرافقون هم : شيحان الهزيم ، ومنوخ الفرحان ، وفرحان السمر ، وخالد أسيمر ، ومبارك أسيمر ، وكان يقود السيارة شيحان الهزيم ووصلنا ( الرطبا ) بحدود الساعة الثالثة فجراً وكانت آنذاك إمكانيات الطب ضئيلة . وقال الأطباء بأنهم لا يستطيعون فعل شيء ونصحونا بنقله إلى بغداد فاتصلنا بمحافظ الرمادي ، وهو بدوره أعطى خبراً للحكومة العراقية آنذاك فأرسلت طيارة عمودية ورفض الأطباء نقلة بالطائرة وذلك بسبب الضغط الجوي الذي يؤثر على صحة الشيخ أورنس ومن الممكن أن يسبب انفجاراً في الدماغ ، فنقلناه إلى بغداد بالسيارة وكان برفقتنا محافظ ( الرطبا ) وعند مدخل بغداد كان في استقبالنا وفد من الحكومة العراقية وكانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عصراً وواصلنا سيرنا إلى مستشفى ( الجملة العصبية ) في بغداد وكان في استقبالنا وزير الداخلية العراقي آنذاك سعدون شاكر وشيوخ الدليم فأدخلناه المستشفى وأفاد الأطباء بأنه مصاب بجلطة ونزيف حاد في الدماغ ، وتكلموا مع الأطباء في أمريكا واقترحوا نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي هذه الأثناء وصل الشيخ طلال طراد الشعلان أخو أورنس وتحدث معهم حول إمكانية نقله إلى أمريكا وقد جهزت الحكومة العراقية طائرة لهذا الأمر ، ولكنه توفي في الساعة السادسة من صباح ثاني أيام عيد الفطر فنقلناه إلى الأردن حيث تم دفنه في ( الفيضة ) وقد تناقلت الصحف ووكالات الأنباء والإذاعات خبر وفاته في تلك اللحظة . ومن تلك الصحف جريدة ( التايمز ) اللندنية وإذاعة ( Bbc ) . وكتب في رثائه الكثيرون ، ومن بينهم الأمير محمد بن أحمد السديري وهو من أصدقاء الشيخ أورنس الشعلان المقربين . وفي هذه القصيدة ذكر موقع نزول الشيخ أورنس في العراق وذكر اسم ( هزيم ) وهو أحد مرافقي الشيخ أورنس والذي حفر قبره في منطقة ( الفيضة )
وللأسف لم استطع حفظ القصيدة كاملة ولكن أحفظ منها التالي
يسقيك يادار شمالي عنازة *** غربي الولج يا علي شرق الطريبيل
سقاك نوٍ ممطر من عيازه *** على رغاب من القاع فيض من النيل
عز الله أنه راح فيها جنازة *** صميدع توصف عليه الرجاجيل
له فيّ عازات ولي فيه عازه ** بوقت اللزوم إذا حصل بالدهر ميل
ما ألوم قلبي لو يزيد اهتزازه *** وجر الونين وشاف ضيم وغرابيل
ويذكر بعض مآثر الشيخ أورنس الشعلان
حرٍ جزع وادما بقلبه حزازة *** وتفجرت شعبان قلبه مباهيل
تقصر يمين اللي بالأيام هازه *** يرجع ذليل فاقد العقل بهليل
اللي لمح ضده ثقيل مرازه *** أخو محمد صافي الذهن حلحيل
من شبته ياما قطع من مفازه ** * وياما ظهر من غرقة كنها الليل
رقا سنام المجد والطيب حازه *** وبيته لعصمان الشوارب مداهيل
قلبه من البالود ماهو قزازه *** والغيض قد فجّر قلوبٍ مغاليل
ويذكر في القصيدة ( هزيم ) وهو الشخص الذي حفر قبر أورنس الشعلان
هزيم حطوا حفرته بالعرازة **** براس الطويلة وارفع القبر حيل
ومن الذهب حطوا لقبره ركازه *** ومن صافي الياقوت حطوا قناديل .
ويذكر الرولة وهم جماعة أورنس ونخوتهم ( أهل العليا ) في القصيدة :
اعتضت به ربع لقلبي لهازة *** أعني هل العليا عصاة المشاكيل
علمي لياجاهم سريع نجازة *** وأنا لهم دايم على العدل والميل
هم فزعة المضيوم وهم جهازة *** وبالفعل للشعلان تشهد هل الخيل
شعلان فيهم بالحرايب فيازة *** بجدع المدرع فوق قب مشاويل
ربعٍ حماهم ما يقرب حجازه **** وعدوّهم أسقوه ويل بأثر ويل
أن حل ضرب مخلص بالبرازة ** ارووا حدود سيوف حدب مناحيل
أحد يحوش الطيب غصب خزازه *** وناسٍ عن العليا ضعاف مهازيل
يبن لك فرق الذهب من بيازة *** فرق بعيد أبعد من الجدي لسهيل .

هذه نبذة مختصرة جداً عن الشيخ أورنس الشعلان . الرجل الذي لم تحده أرض فكيف لكلمات أن تحده . الرجل الذي هز الدنيا بحياته ، وهزها أكثر بموته .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *